کد مطلب:90808 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136
سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ. فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكُمُ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنّی أُوصیكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ فی[1] سِرِّكُمْ وَ عَلاَنِیَتِكُمْ، وَ عَلی أَیِّ حَالٍ كُنْتُمْ عَلَیْهَا، وَ الْعَمَلِ [صفحه 903] بِمَا أَنْتُمْ عَنْهُ مَسْؤُولُونَ، فَأَنْتُمْ بِهِ رَهْنٌ وَ أَنْتُمْ إِلَیْهِ صَائِرُونَ[2]، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فی كِتَابِهِ: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهینَةٌ[3]. وَ یَقُولُ: وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ إِلَی اللَّهِ الْمَصیرُ[4]. وَ یَقُولُ: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعینَ عَمَّا كَانُوا یَعْمَلُونَ[5]. فَاعْلَمُوا[6] أَنَّ اللَّهَ تَعَالی لَیُسَائِلُكُمْ[7]، مَعْشَرَ عِبَادِهِ، عَنِ الصَّغیرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ وَ الْكَبیرَةِ، وَ الظَّاهِرَةِ وَ الْمَسْتُورَةِ، فَإِنْ یُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ أَظْلَمُ، وَ إِنْ یَعْفُ وَ یَغْفِرْ وَ یَرْحَمْ[8] فَهُوَ أَكْرَمُ، وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمینَ. وَ لْیَعْلَمِ الْمَرْءُ مِنْكُمْ أَنَّ الدُّنْیَا دَارُ بَلاَءٍ وَ فَنَاءٍ، وَ الآخِرَةَ دَارُ جَزَاءٍ وَ بَقَاءٍ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ یُؤْثِرَ مَا یَبْقی عَلی مَا یَفْنی فَلْیَفْعَلْ. رَزَقَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ بَصَراً لِمَا بَصَّرَنَا، وَ فَهْماً لِمَا فَهَّمَنَا، حَتَّی لاَ نُقَصِّرَ عَمَّا أَمَرَنَا بِهِ، وَ لاَ نَتَعَدَّی إِلی مَا نَهَانَا عَنْهُ. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ أَقْرَبَ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ إِلَی الْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ حینَمَا یَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَ یَنْصَحُهُ بِالتَّوْبَةِ، فَعَلَیْكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّهَا تَجْمَعُ مِنَ الْخَیْرِ مَا لاَ یَجْمَعُ غَیْرُهُ، وَ یُدْرَكُ بِهَا مِنْ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ خَیْرِ الآخِرَةِ مَا لاَ یُدْرَكُ بِغَیْرِهَا. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ قیلَ لِلَّذینَ اتَّقَوْا مَاذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَیْراً لِلَّذینَ أَحْسَنُوا فی هذِهِ الدُّنْیَا حَسَنَةٌ وَ لَدَارُ الآخِرَةِ خَیْرٌ وَ لَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقینَ[9]. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ الْمُؤْمِنَ یَعْمَلُ لِثَلاَثٍ مِنَ الثَّوَابِ: [صفحه 904] إِمَّا لِخَیْرِ الدُّنْیَا، فَإِنَّ اللَّهَ یُثیبُهُ بِعَمَلِهِ فی دُنْیَاهُ. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لإِبْرَاهیمَ: وَ آتَیْنَاهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّهُ فِی الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحینَ[10]. فَمَنْ عَمِلَ للَّهِ تَعَالی أَعْطَاهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الآخِرَةِ، وَ كَفَاهُ الْمُهِمَّ فیهِمَا. وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ یَا عِبَادِ الَّذینَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذینَ أَحْسَنُوا فی هذِهِ الدُّنْیَا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسَابٍ[11]. فَمَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا لَمْ یُحَاسِبْهُمْ بِهِ فِی الآخِرَةِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: لِلَّذینَ أَحْسَنُوا الْحُسْنی وَ زِیَادَةٌ[12]. فَالْحُسْنی هِیَ الْجَنَّةُ، وَ الزِّیَادَةُ هِیَ الدُّنْیَا. وَ إِمَّا لِخَیْرِ الآخِرَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالی یُكَفِّرُ عَنْهُ بِكُلِّ حَسَنَةٍ سَیِّئَةً. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ الْحَسَنَاتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْری لِلذَّاكِرینَ[13]. حَتَّی إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ حُسِبَتْ لَهُمْ حَسَنَاتُهُمْ، ثُمَّ أُعْطُوا بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلی سَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً[14]. وَ قَالَ: أُولئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَ هُمْ فِی الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ[15]. فَارْغَبُوا فی هذَا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، وَ اعْمَلُوا لَهُ، وَ تَحَاضُّوا عَلَیْهِ[16]. وَ اعْلَمُوا، عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ الْمُؤْمِنینَ[17] الْمُتَّقینَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدُّنْیَا وَ آجِلِ الآخِرَةِ، فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْیَا فی دُنْیَاهُمْ، وَ لَمْ یُشَارِكْهُمْ أَهْلُ الدُّنْیَا فی آخِرَتِهِمْ. أَبَاحَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا مَا كَفَاهُمْ بِهِ وَ أَغْنَاهُمْ. [صفحه 905] قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زینَةَ اللَّهِ الَّتی أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَ الطَّیِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذینَ آمَنُوا فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا خَالِصَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآیَاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ[18]. سَكَنُوا الدُّنْیَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ، وَ أَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ. شَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْیَا فی دُنْیَاهُمْ، فَأَكَلُوا مَعَهُمْ مِنْ طَیِّبَاتِ[19] مَا یَأْكُلُونَ، وَ شَرِبُوا مِنْ طَیِّبَاتِ[20] مَا یَشْرَبُونَ، وَ لَبِسُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا یَلْبَسُونَ، وَ سَكَنُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا یَسْكُنُونَ، وَ تَزَوَّجُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا یَتَزَوَّجُونَ، وَ رَكِبُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا یَرْكَبُونَ[21]، فَحَظُوا مِنَ الدُّنْیَا بِمَا حَظِیَ بِهِ الْمُتْرَفُونَ، وَ أَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَهُ الْجَبَابِرَةُ الْمُتَكَبِّرُونَ، ثُمَّ انْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ الْمُبَلِّغِ، وَ الْمَتْجَرِ الْمُرْبِحِ[22]. أَصَابُوا لَذَّةَ أَهْلِ[23] الدُّنْیَا فی دُنْیَاهُمْ، وَ تَیَقَّنُوا أَنَّهُمْ جیرَانُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[24] غَداً فی آخِرَتِهِمْ، یَتَمَنَّوْنَ عَلَیْهِ فَیُعْطیهِمْ مَا یَتَمَنَّوْنَ[25]، لاَ تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ، وَ لاَ یَنْقُصُ لَهُمْ نَصیبٌ مِنْ لَذَّةٍ. فَإِلی هذَا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، یَشْتَاقُ مَنْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ، وَ یَعْمَلُ لَهُ بِتَقْوَی اللَّهِ. وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ، یَا أَهْلَ مِصْرَ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، أَنْ یُصَدِّقَ قَوْلُكُمْ فِعْلَكُمْ، وَ أَنْ یُوَافِقَ سِرُّكُمْ عَلاَنِیَتَكُمْ، وَ لاَ تُخَالِفَ أَلْسِنَتُكُمْ قُلُوبَكُمْ، فَافْعَلُوا. عَصَمَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ بِالْهُدی، وَ سَلَكَ بِنَا وَ بِكُمُ الْمَحَجَّةَ الْوُسْطی[26]. [صفحه 906] وَ إِیَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الْكَذَّابِ ابْنِ هِنْدٍ، وَ تَأَمَّلُوا، وَ اعْلَمُوا[27] أَنَّهُ لاَ سَوَاءَ إِمَامُ الْهُدی وَ إِمَامُ الرَّدی، وَ وَلِیُّ[28] النَّبِیِّ وَ عَدُوُّ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ مِمَّنْ یُحِبُّ وَ یَرْضی[29]. وَ لَقَدْ قَالَ لی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: إِنّی لاَ أَخَافُ عَلی أُمَّتی مُؤْمِناً وَ لاَ مُشْرِكاً. أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَیَمْنَعُهُ اللَّهُ بِإیمَانِهِ، وَ أَمَّا الْمُشْرِكُ فَیَقْمَعُهُ اللَّهُ[30] بِشِرْكِهِ[31]. وَ لكِنّی أَخَافُ عَلَیْكُمْ كُلَّ مُنَافِقِ الْجَنَانِ، عَالِمِ اللِّسَانِ، یَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ، وَ یَفْعَلُ مَا تُنْكِرُونَ. وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَاتُهُ، وَ سَاءَتْهُ سَیِّئَاتُهُ، فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ حَقّاً. وَ كَانَ یَقُولُ: خَصْلَتَانِ لاَ تَجْتَمِعَانِ فی مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، وَ فِقْهٌ فی سُنَّةٍ. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّكُمْ إِذَا اتَّقَیْتُمُ رَبَّكُمْ، وَ حَفِظْتُمْ نَبِیَّكُمْ فی أَهْلِ بَیْتِهِ، فَقَدْ عَبَدْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا عُبِدَ، وَ ذَكَرْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا ذُكِرَ، وَ شَكَرْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا شُكِرَ، وَ أَخَذْتُمْ بِأَفْضَلِ الصَّبْرِ، وَ جَاهَدْتُمْ بِأَفْضَلِ الْجِهَادِ[32]، وَ إِنْ كَانَ غَیْرُكُمْ أَطْوَلَ مِنْكُمْ صَلاَةً، وَ أَكْثَرَ صِیَاماً وَ صَدَقَةً، إِذْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ أَتْقی[33] وَ أَخْشَعُ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُمْ، وَ أَنْصَحَ لأُوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ مَنْ هُوَ وَلِیُّ الأَمْرِ مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ[34]. [صفحه 907] وَ احْذَرُوا، عِبَادَ اللَّهِ، الْمَوْتَ وَ قُرْبَهُ وَ كَرْبَهُ وَ سَكْرَتَهُ وَ نُزُولَهُ[35]، وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَه، فَإِنَّهُ یَأْتی[36] بِأَمْرٍ عَظیمٍ، وَ خَطْبٍ جَلیلٍ، بِخَیْرٍ لاَ یَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً، أَوْ بِشَرٍّ لاَ یَكُونُ مَعَهُ خَیْرٌ أَبَداً. فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَی الْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا، وَ مَنْ أَقْرَبُ إِلَی النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا؟. قََََََدِ انْجَابَتِ السَّرَائِرُ لأَهْلِ الْبَصَائِرِ، وَ وَضَحَتْ مَحَجَّةُ الْحَقِّ لِخَابِطِهَا[37]، وَ أَسْفَرَتِ السَّاعَةُ عَنْ وَجْهِهَا، وَ ظَهَرَتِ الْعَلاَمَةُ لِمُتَوَسِّمِهَا. إِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ تُفَارِقُ رُوحُهُ جَسَدَهُ حَتَّی یَعْلَمَ إِلی أَیِّ الْمَنْزِلَیْنِ یَصیرُ: إِلَی الْجَنَّةِ أَمْ إِلَی النَّارِ. أَهُوَ عَدُوٌ للَّهِ أَمْ هُوَ لَهُ وَلِیٌّ. فَإِنْ كَانَ وَلِیّاً للَّهِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَ شُرِّعَتْ لَهُ طُرُقُهَا، وَ نَظَرَ إِلی مَا أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لأَوْلِیَائِهِ فیهَا، فَفَرَغَ مِنْ كُلِّ شُغْلٍ، وَ وُضِعَ عَنْهُ كُلُّ ثِقْلٍ. وَ إِنْ كَانَ عَدُوّاً للَّهِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ النَّارِ، وَ شُرِّعَتْ لَهُ طُرُقُهَا، وَ نَظَرَ إِلی مَا أَعَدَّ اللَّهُ لأَهْلِهَا، فَاسْتَقْبَلَ كُلَّ مَكْرُوهٍ، وَ فَارَقَ كُلَّ سُرُورٍ. كُلُّ هذَا یَكُونُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَ عِنْدَهُ یَكُونُ الْیَقینُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ اسْمُهُ: الَّذینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ طَیِّبینَ یَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَیْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[38]. وَ یَقُولُ: الَّذینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمی أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلی إِنَّ اللَّهَ عَلیمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدینَ فیهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَكَبِّرینَ[39]. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ الْمَوْتَ لَیْسَ مِنْهُ فَوْتٌ، فَاحْذَرُوهُ قَبْلَ وُقُوعِهِ، وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ[40]. [صفحه 908] وَ إِنَّكُمْ[41] طُرَدَاءُ الْمَوْتِ، إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ، وَ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ، وَ هُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ. إِنَّ[42] الْمَوْتَ مَعْقُودٌ بِنَوَاصیكُمْ، وَ الدُّنْیَا تُطْوی مِنْ خَلْفِكُمْ. فَالاِسْرَاعَ، الاِسْرَاعَ. اَلْوَحَا، الْوَحَا. اَلنَّجَاءَ، النَّجَاءَ. فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ طَالِبٌ حَثیثٌ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ عِنْدَمَا تُنَازِعُكُمْ إِلَیْهِ أَنْفُسُكُمْ مِنَ الشَّهَوَاتِ، فَإِنَّهُ كَفی بِالْمَوْتِ وَاعِظاً. وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ كَثیراً مَا یُوصی أَصْحَابَهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ فَیَقُولُ: أَكْثِرُوا ذَكْرَ الْمَوْتِ فِإِنَّهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ، حَائِلٌ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ الشَّهَوَاتِ. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ لِمَنْ لَمْ یَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ وَ یَرْحَمْهُ، فَاحْذَرُوا الْقَبْرَ وَ ضیقَهُ وَ ضَنْكَهُ وَ ضَمَّتَهُ[43] وَ ظُلْمَتَهُ وَ غُرْبَتَهُ. أَلاَ وَ إِنَّ الْقَبْرَ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ. أَلاَ وَ إِنَّ الْقَبْرَ یَقُولُ كُلَّ یِوْمٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: أَنَا بَیْتُ الْغُرْبَةِ. أَنَا بَیْتُ التُّرْبَةِ. أَنا بَیْتُ الْوَحْشَةِ. أَنَا بَیْتُ الدّیدَانِ[44] وَ الْهَوَامِّ. إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا دُفِنَ قَالَتِ الأَرْضُ لَهُ: مَرْحَباً وَ أَهْلاً، قَدْ كُنْتَ مِمَّنْ أُحِبُّ أَنْ تَمْشِیَ عَلی [صفحه 909] ظَهْری، فَسَتَعْلَمُ، إِذَ وَلِیتُكَ الْیَوْمَ وَ صِرْتَ إِلَیَّ، كَیْفَ صُنْعی بِكَ. فَتَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ الْبَصَرِ، وَ یُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَی الْجَنَّةِ. وَ إِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ[45] إِذَا دُفِنَ قَالَتْ لَهُ الأَرْضُ: لاَ مَرْحَباً وَ لاَ أَهْلاً، فَقَدْ كُنْتَ مِمَّنْ أُبْغِضُ أَنْ تَمْشِیَ عَلی ظَهْری، فَإِذْ وَلِیتُكَ الْیَوْمَ وَ صِرْتَ إِلَیَّ فَسَتَعْلَمُ كَیْفَ صُنْعی بِكَ. فَتَنْضَمُّ عَلَیْهِ حَتَّی تَلْتَقِیَ عَلَیْهِ وَ تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ. وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَعیشَةَ الضَّنْكَ الَّتی قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَإِنَّ لَهُ مَعیشَةً ضَنْكاً[46] وَ حَذَّرَ مِنْهَا عَدُوَّهُ هِیَ عَذَابُ الْقَبْرِ. فَإِنَّهُ یُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَی الْكَافِرِ فی قَبْرِهِ تِسَعَةً وَ تِسْعینَ تِنّیناً عِظَاماً فَیَنْهَشْنَ لَحْمَهُ، وَ یَكْسِرْنَ عَظْمَهُ، وَ یَتَرَدَّدْنَ عَلَیْهِ كَذَلِكَ إِلی أَنْ یُبْعَثَ إِلَی الْحِسَابِ. لَوْ أَنَّ تِنّیناً وَاحِداً مِنْهَا نَفَخَ فِی الأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ زَرْعاً أَبَداً. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ أَنْفُسَكُمُ الضَّعیفَةَ، وَ أَجْسَادَكُمُ النَّاعِمَةَ الرَّقیقَةَ الَّتی یَكْفیهَا الْیَسیرُ مِنَ الْعِقَابِ، تَضْعُفُ عَنْ هذَا، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَرْحَمُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَجْسَادَكُمْ مِمَّا لاَ طَاقَةَ لَكُمْ بِهِ، وَ لاَ صَبْرَ لَكُمْ عَلَیْهِ، فَتَعْمَلُوا بِمَا أَحَبَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ، وَ تَتْرُكُوا مَا كَرِهَ اللَّهُ، فَافْعَلُوا. وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. أَلاَ وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ بَعْدَ الْقَبْرِ الْبَعْثُ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْقَبْرِ، یَوْمَ یَشیبُ فیهِ الصَّغیرُ، وَ یَسْكَرُ فیهُ الْكَبیرُ، وَ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، وَ تَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَ تَرَی النَّاسَ سُكَاری وَ مَا هُمْ بِسُكَاری وَ لكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدیدٌ[47]. وَ احْذَرُوا یَوْماً عَبُوساً قَمْطَریراً[48]. وَ یَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطیراً[49]. وَ ذَلِكَ یَوْمٌ یَجْمَعُ اللَّهُ فیهِ الأَوَّلینَ وَ الآخِرینَ لِنِقَاشِ الْحِسَابِ وَ جَزَاءِ الأَعْمَالِ، خُضُوعاً [صفحه 910] قِیَاماً، قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ، وَ رَجَفَتْ بِهِمُ الأَرْضُ. فَأَحْسَنُهُمْ حَالاً مَنْ وَجَدَ لِقَدَمِهِ مَوْضِعاً، وَ لِنَفْسِهِ مُتَّسَعاً. أَمَا إِنَّ شَرَّ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ فَزَعَهُ اسْتَطَارَ حَتَّی لَیَرْهَبُ مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ الَّذینَ لاَ ذَنْبَ لَهُمْ، وَ تَرْعَبُ مِنْهُ السَّبْعُ الشِّدَادُ، وَ الْجِبَالُ الأَوْتَادُ، وَ الأَرْضُ الْمِهَادُ، وَ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ فَهِیَ یَوْمَئِذٍ وَاهِیَةٌ، وَ تَتَغَیَّرُ فَكَأَنَّهَا وَرْدَةٌ كَالدِّهَانِ، وَ تَكُونُ الْجِبَالُ سَرَاباً كَثیباً مَهیلاً بَعْدَ مَا كَانَتْ صُمّاً صِلاَباً. یَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّموَاتِ وَ مَنْ فِی الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ[50]. فَكَیْفَ بِمَنْ عَصَی اللَّهَ بِالسَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ اللِّسَانِ وَ الْیَدِ وَ الرِّجْلِ وَ الْفَرْجِ وَ الْبَطْنِ، إِنْ لَمْ یَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ وَ یَرْحَمْهُ، مِنْ ذَلِكَ الْیَوْمِ. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ مَا بَعْدَ ذَلِكَ الْیَوْمِ أَشَدُّ وَ أَدْهی عَلی مَنْ لَمْ یَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ[51]. فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعیدٌ، وَ حَرُّهَا شَدیدٌ، وَ شَرَابُهَا صَدیدٌ، وَ عَذَابُهَا جَدیدٌ، وَ مَقَامِعُهَا مِنْ حَدیدٍ، لاَ یَفْتُرُ عَذَابُهَا، وَ لاَ یَمُوتُ سَاكِنُهَا[52]. دَارٌ لَیْسَ للَّهِ سُبْحَانَهُ[53] فیهَا رَحْمَةٌ، وَ لاَ تُسْمَعُ فیهَا لأَهْلِهَا[54] دَعْوَةٌ، وَ لاَ تُفَرَّجُ فیهَا كُرْبَةٌ. وَ اعْلَمُوا، یَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ مَعَ هذَا رَحْمَةُ اللَّهِ الَّتی وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ، لاَ تَعْجَزُ عَنِ الْعِبَادِ، وَ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّموَاتُ وَ الأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقینَ[55]. خَیْرٌ لاَ یَكُونُ بَعْدَهُ شَرُّ أَبَداً، وَ شَهْوَةٌ لاَ تَنْفَدُ أَبَداً، وَ لَذَّةٌ لاَ تَفْنی أَبَداً، وَ مَجْمَعٌ لاَ یَتَفَرَّقُ أَبَداً. سُكَّانُهَا قَدْ جَاوَرُوا الرَّحْمنَ، وَ قَامَ بَیْنَ أَیْدیهِمُ الْغِلْمَانُ، بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ فِیهَا الْفَاكِهَةُ [صفحه 911] وَ الرَّیْحَانُ. وَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ یَزُورُونَ الْجَبَّارَ سُبْحَانَهُ فی كُلِّ جُمُعَةٍ، فَیَكُونُ أَقْرَبُهُمْ مِنْهُ عَلی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ. وَ الَّذینَ یَلُونَهُمْ عَلی مَنَابِرَ مِنْ یَاقُوتٍ. وَ الَّذینَ یَلُونَهُمْ عَلی مَنَابِرَ مِنْ زَبَرْجَدٍ. وَ الَّذینَ یَلُونَهُمْ عَلی مَنَابِرَ مِنْ مِسْكٍ. فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ یَنْظُرُونَ إِلی نُورِ اللَّهَ جَلَّ جَلاَلُهُ وَ یَنْظُرُ اللَّهُ فی وُجُوهِهِمْ، إِذْ أَقْبَلَتْ سَحَابَةٌ تَغْشَاهُمْ، فَتُمْطِرُ عَلَیْهِمْ مِنَ النِّعْمَةِ وَ اللَّذَّةِ وَ السُّرُورِ وَ الْبَهْجَةِ مَا لاَ یَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ. وَ مَعَ هذَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ: رِضْوَانُ اللَّهِ الأَكْبَرُ. فَلَوْ أَنَّنَا لَمْ نُخَوَّفْ إِلاَّ بِبَعْضِ مَا خُوِّفْنَا بِهِ لَكُنَّا مَحْقُوقینَ أَنْ یَشْتَدَّ خَوْفُنَا مِمَّا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَ لاَ صَبْرَ لَنَا عَلَیْهِ، وَ أَنْ یَشْتَدَّ شَوْقُنَا إِلی مَا لاَ غَنَاءَ لَنَا عَنْهُ، وَ لاَ بُدَّ لَنَا مِنْهُ[56]. و َ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ، عِبَادَ اللَّهِ[57]، أَنْ یَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اللَّهِ، وَ أَنْ یَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ، فَاجْمَعُوا بَیْنَهُمَا. فَإِنَّ الْعَبْدَ إِنَّمَا یَكُونُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ عَلی قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْ رَبِّهِ. وَ إِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ ظَنّاً بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَوْفاً للَّهِ[58]. جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ مِنَ الْمُتَّقینَ، وَ أَدْخَلَنَا وَ إِیَّاكُمْ دَارَ النَّعیمِ، وَ أَجَارَنَا[59] وَ إِیَّاكُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَلیمِ[60]. [صفحه 912] وَ[61] اعْلَمْ، یَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبی بَكْرٍ، أَنّی قَدْ وَلَّیْتُكَ أَعْظَمَ أَجْنَادی فی نَفْسی أَهْلَ مِصْرَ. وَ إِذْ وَلَّیْتُكَ مَا وَلَّیْتُكَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ[62]، فَأَنْتَ مَحْقُوقٌ[63] أَنْ تُخَالِفَ فیهِ[64] عَلی نَفْسِكَ، وَ أَنْ تُنَافِحَ عَنْ دینِكَ[65]، وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ لَكَ إِلاَّ سَاعَةٌ مِنَ الدَّهْرِ[66]. وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ[67] لاَ تُسْخِطَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ[68] بِرِضی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَافْعَلْ[69]، فَإِنَّ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[70] خَلَفاً مِنْ غَیْرِهِ، وَ لَیْسَ مِنَ اللَّهِ خَلَفٌ فی شَیْ ءٍ[71] غَیْرِهِ. ثُمَّ اعْلَمْ، یَا مُحَمَّدُ، أَنَّكَ وَ إِنْ كُنْتَ مُحْتَاجاً إِلی نَصیبِكَ مِنَ الدُّنْیَا إِلاَّ أَنَّكَ إِلی نَصیبِكَ مِنَ الآخِرَةِ أَحْوَجُ. فَإِنْ عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ: أَحَدُهُمَا لِلآخِرَةِ، وَ الآخَرُ لِلدُّنْیَا، فَابْدَأْ بِأَمْرِ الآخِرَةِ. وَ لْتَعْظُمْ رَغْبَتُكَ فِی الْخَیْرِ، وَ لْتَحْسُنْ فیهِ نِیَّتُكَ. فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُعْطِی الْعَبْدَ عَلی قَدْرِ نِیَّتِهِ، وَ إِذَا أَحَبَّ الْخَیْرَ وَ أَهْلَهُ وَ لَمْ یَعْمَلْهُ كَانَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، كَمَنْ عَمِلَهُ. فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ حینَ رَجَعَ مِنْ تَبُوكَ: إِنَّ بِالْمَدینَةِ لأَقْوَاماً مَا [صفحه 913] سِرْتُمْ مِنْ مَسیرٍ، وَ لاَ هَبَطْتُمْ مِنْ وَادٍ، إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ، مَا حَبَسَهُمْ إِلاَّ الْمَرَضُ. یَقُولُ: كَانَتْ لَهُمْ نِیَّةٌ. إِشْتَدَّ عَلَی الظَّالِمِ وَ خُذْ عَلی یَدَیْهِ. وَ لِنْ لأَهْلِ الْخَیْرِ وَ قَرِّبْهُمْ مِنْكَ، وَ اجْعَلْهُمْ بِطَانَتَكَ. وَ آثِرِ الْفُقَهَاءَ وَ أَهْلَ الصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ وَ الْحَیَاءِ وَ الْوَرَعِ عَلی أَهْلِ الْفُجُورِ وَ الْكَذِبِ وَ الْغَدْرِ. وَ لْیَكُنِ الصَّالِحُونَ الأَبْرَارُ إِخْوَانَكَ وَ أَقْرَانَكَ، وَ الْفَاجِرُونَ الْغَادِرُونَ أَعْدَاءَكَ، فَإِنَّ أَحَبَّ إِخْوَانی إِلَیَّ أَكْثَرُهُمْ للَّهِ ذِكْراً، وَ أَشَدُّهُمْ مِنْهُ خَوْفاً. وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَ إِذَا أَنْتَ قَضَیْتَ بَیْنَ النَّاسِ[72] فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ، وَ أَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ، وَ ابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ. وَ آسِ بَیْنَهُمْ فِی اللَّحْظَةِ وَ النَّظْرَةِ، وَ الإِشَارَةِ وَ التَّحِیَّةِ حَتَّی لاَ یَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فی حَیْفِكَ لَهُمْ، وَ لاَ یَیْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَیْهِمْ[73]. وَ أَنْ تَسْأَلَ الْمُدَّعِی الْبَیِّنَةَ، وَ عَلَی الْمُدَّعی عَلَیْهِ الْیَمینُ. وَ مَنْ صَالَحَ أَخَاهُ عَلی صُلْحٍ فَأَجْزِ صُلْحَهُ، إِلاَّ أَنْ یَكُونَ صُلْحاً یُحَرِّمُ حَلاَلاً، أَوْ یُحَلِّلُ حَرَاماً. ثُمَّ انْظُرْ، یَا مُحَمَّدُ، إِلی صَلاَتِكَ كَیْفَ تُصَلّیهَا، فَإِنَّكَ إِمَامُ الْقَوْمِ، یَنْبَغی لَكَ أَنْ تُتِمَّهَا، وَ أَنْ تُخَفِّفَهَا، وَ أَنْ تُصَلّیهَا لِوَقْتِهَا. فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنْ إِمَامٍ یُصَلّی بِقَوْمٍ فَیَكُونَ فی صَلاَتِهِمْ تَقْصیرٌ إِلاَّ كَانَ عَلَیْهِ أَوْزَارُهُمْ، وَ لاَ یَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ صَلاَتِهِمْ شَیْئاً، وَ لاَ یُتَمِّمْهَا إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ، وَ لاَ یَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَیْئاً. ثُمَّ انْظُرْ إِلی وُضُوئِكَ فَإِنَّهُ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ، وَ لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ، فَأْتِ بِهِ عَلی وَجْهِهِ: تَمَضْمَضْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. وَ اسْتَنْشِقْ ثَلاَثاً. وَ اغْسِلْ وَجْهَكَ. [صفحه 914] ثُمَّ یَدَكَ الْیُمْنی إِلَی الْمِرْفَقِ. ثُمَّ الْیُسْری إِلَی الْمِرْفَقِ. ثُمَّ امْسَحْ رَأْسَكَ وَ رِجْلَیْكَ. فَإِنّی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ یَصْنَعُ ذَلِكَ. وَ اعْلَمْ أَنَّ الْوُضُوءَ نِصْفُ الإیمَانِ[74]. وَ صَلِّ الصَّلاَةَ[75] لِوَقْتِهَا[76] الْمُوَقَّتِ لَهَا، وَ لاَ تُعَجِّلْ وَقْتَهَا لِفَرَاغٍ، وَ لاَ تُؤَخِّرْهَا عَنْ وَقْتِهَا لاشْتِغَالٍ، فَإِنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَنْ أَوْقَاتِ الصَّلاَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أَتَانی جِبْریلُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَرَانی وَقْتَ الصَّلاَة: فصَلَّی الظُّهْرَ حینَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَكَانَتْ عَلی حَاجِبِهِ الأَیْمَنِ. ثُمَّ صَلَّی الْعَصْرَ فَكَانَتْ بَیْضَاءَ نَقِیَّةً[77]. ثُمَّ صَلَّی الْمَغْرِبَ حینَ غَرُبَتِ الشَّمْسُ. ثُمَّ صَلَّی الْعِشَاءَ حینَ غَابَ الشَّفَقُ. ثُمَّ صَلَّی الصُّبْحَ فَغَلَّسَ بِهَا وَ النُّجُومُ مُشْتَبِكَةٌ. كَانَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَذَا یُصَلّی قَبْلَكَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، أَنْ تَلْتَزِمَ السُّنَّةَ الْمَعْرُوفَةَ، وَ تَسْلُكَ الطَّریقَ الْوَاضِحَ الَّذی أَخَذُوا، فَافْعَلْ[78]، لَعَلَّكَ تَقْدُمُ عَلَیْهِمْ غَداً. ثُمَّ انْظُرْ إِلی رُكُوعِكَ وَ سُجُودِكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَانَ أَتَمَّ النَّاسِ صَلاَةً وَ أَحْفَظَهُمْ لَهَا. وَ كَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظیمِ وَ بِحَمْدِهِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. [صفحه 915] وَ إِذَا رَفَعَ صُلْبَهُ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْ ءَ سَموَاتِكَ وَ مِلْ ءَ أَرْضِكَ وَ مِلْ ءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَیْ ءٍ. فَإِذَا سَجَدَ قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّیَ الأَعْلی وَ بِحَمْدِهِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ[79]. وَ اعْلَمْ، یَا مُحَمَّدُ[80]، أَنَّ كُلَّ شَیْ ءٍ مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلاَتِكَ، فَمَنْ ضَیَّعَ الصَّلاَةَ فَإِنَّهُ لِغَیْرِ الصَّلاَةِ مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلاَمِ أَضْیَعُ. أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذی یَری وَ لاَ یُری، وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلی، أَنْ یَجْعَلَنَا وَ إِیَّاكَ مِمَّنْ یُحِبُّ وَ یَرْضی، حَتَّی یُعینَنَا وَ إِیَّاكَ عَلی شُكْرِهِ وَ ذِكْرِهِ، وَ حُسْنِ عِبَادَتِهِ وَ أَدَاءِ حَقِّهِ، وَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ اخْتَارَهُ لَنَا، فی دینِنَا وَ دُنْیَانَا، وَ أُولاَنَا وَ آخِرَتِنَا، وَ أَنْ یَجْعَلَنَا وَ إِیَّاكَ مَنَ الْمُتَّقینَ الَّذینَ لاَ خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لاَ هُمْ یَحْزَنُونَ. إِنَّهُ سَمیعٌ قَریبٌ. یَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبی بَكْرٍ، اعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْفِقْهِ الْوَرَعُ فی دینِ اللَّهِ، وَ الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، فَعَلَیْكَ بِتَقْوَی اللَّهِ فی مُقَامِكَ وَ مَقْعَدِكَ، وَ سِرِّكَ وَ عَلاَنِیَتِكَ، وَ عَلی أَیِّ حَالٍ كُنْتَ عَلَیْهَا. وَ اعْلَمْ أَنَّ الدُّنْیَا دَارُ بَلاَءٍ وَ فَنَاءٍ، وَ الآخِرَةُ دَارُ جَزَاءٍ وَ بَقَاءٍ، فَاعْمَلْ لِمَا یَبْقی، وَ اعْدِلْ عَمَّا یَفْنی، وَ لاَ تَنْسَ نَصیبَكَ مِنَ الدُّنْیَا. جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ مِنَ الْمُتَّقینَ. ثُمَّ إِنّی أُوصیكَ بِسَبْعِ خِصَالٍ هُنَّ جَوَامِعُ الإِسْلاَمِ: إِخْشَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لاَ تَخْشَ النَّاسَ فِی اللَّهِ، وَ إِنَّ خَیْرَ الْقَوْلِ مَا صَدَّقَهُ الْعَمَلُ. وَ لاَ تَقْضِ فی أَمْرٍ وَاحِدٍ بِقَضَاءَیْنِ مُخْتَلِفَیْنِ، فَیَتَنَاقَضُ أَمْرُكَ، وَ تَزیغُ عَنِ الْحَقِّ. وَ أَحِبَّ لِعَامَّةِ رَعِیَّتِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ أَهْلِ بَیْتِكَ، وَ اكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ أَهْلِ بَیْتِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَلْزَمُ لِلْحُجَّةِ عِنْدَ اللَّهِ، وَ أَصْلَحُ لأَحْوَالَ رَعِیَّتِكَ. وَ خُضِ الْغَمَرَاتِ إِلَی الْحَقِّ، وَ لاَ تَخَفْ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ. وَ أَقِمْ وَجْهَكَ، وَ انْصَحِ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا اسْتَشَارَكَ. وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ أُسْوَةً لِقَریبِ الْمُسْلِمینَ وَ بَعیدِهِمْ. [صفحه 916] وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلی مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ[81]. وَ عَلَیْكَ بِالصَّوْمِ. فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ اعْتَكَفَ عَاماً فِی الْعَشْرِ الأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَ اعْتَكَفَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ فِی الْعَشْرِ الأَوْسَطِ. فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الِثَّالِثُ رَجَعَ مِنْ بَدْرٍ وَ قَضی اعْتِكَافَهُ. فَنَامَ وَ رأی فی مَنَامِهِ لَیْلَةَ الْقَدْرِ فِی الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ كَأَنَّهُ یَسْجُدُ فی مَاءٍ وَ طینٍ. فَلَمَّا اسْتَیْقَظَ رَجَعَ مِنْ لَیْلَتِهِ إِلی أَزْوَاجِهِ وَ أُنَاسٌ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ. ثُمَّ إِنَّهُمْ مُطِرُوا لَیْلَةَ ثَلاَثٍ وَ عِشْرینَ، فَصَلَّی النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حینَ أَصْبَحَ، فَرُئِیَ فی وَجْهِ النَّبِیِّ الطّینُ. فَلَمْ یَزَلْ یَعْتَكِفْ فِی الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّی تَوَفَّاهُ اللَّهُ. وَ قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ صَامَ سِتَّةَ أَیَّامٍ مِنْ شَوَّالَ، فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ. جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَوَدَّتَنَا فِی الدّینِ، وَ خُلَّتَنَا وَ إِیَّاكُمْ خُلَّةَ الْمُتَّقینَ، وَ وُدَّ الْمُخْلِصینَ، وَ أَبْقی لَكُمْ طَاعَتَكُمْ حَتَّی یَجْمَعَنَا وَ إِیَّاكُمْ بِهَا فی دَارِ الرِّضْوَانِ إِخْوَاناً عَلی سُرُرٍ مُتَقَابِلینَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ. أَحْسِنُوا، یَا أَهْلَ مِصْرَ، مُوَازَرَةَ مُحَمَّدٍ أَمیرَكُمْ، وَ اثْبُتُوا عَلی طَاعَتِهِ، تَرِدُوا حَوْضَ نَبِیِّكُمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. أَعَانَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ عَلی مَا یُرْضیهِ. وَ السَّلاَمُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ. و رُوی أن عمرو بن العاص لمّا ظهر علی محمد بن أبی بكر و قتله أخذ كتبه أجمع فبعث بها إلی معاویة بن أبی سفیان. و كان معاویة ینظر فی هذا الكتاب و یعجبه. فقال الولید بن عقبه، و هو عند معاویة، لمّا رأی إعجاب معاویة به: مُر بهذه الأحادیث أن تُحرق. فقال معاویة: مَه، یا ابن أبی مُعیط. إنه لا رأی لك. فقال له الولید: إنه لا رأی لك. أفمن الرأی أن یعلم الناس أن أحادیث أبی تراب عندك تتعلم منها و تقضی بقضائه؟. فقال معاویة: ویلك، أتأمرنی أن أحرق علماً مثل هذا؟. و اللّه ما سمعتُ بعلم أجمع منه و لا أحكم و لا أوضح. [صفحه 917] فقال الولید: إن كنت تعجب من علمه و قضائه فعلامَ تقاتله؟. فقال معاویة: لو لا أن أبا تراب قتل عثمان ثم أفتانا لأخذنا عنه. ثم سكت هنیهة. ثم نظر إلی جلسائه فقال: إنا لا نقول إن هذه من كتب علی بن أبی طالب، و لكنا نقول: إن هذه من كتب أبی بكر الصّدیق كانت عند إبنه محمد، فنحن نقضی بها و نفتی. فلم تزل تلك الكتب فی خزائن بنی أمیة حتی ولّی عمر بن عبد العزیز، فهو الذی أظهر أنها من أحادیث علی بن أبی طالب علیه السلام[82].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ إِلی أَهْلِ مِصْرَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبی بَكْرٍ.
صفحه 903، 904، 905، 906، 907، 908، 909، 910، 911، 912، 913، 914، 915، 916، 917.
و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 594 و 595. و منهاج البراعة ج 19 ص 64 و 70 و 74. و نهج البلاغة الثانی ص 254. باختلاف بین المصادر. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 595. و منهاج البراعة ج 19 ص 64 و 75. و نهج البلاغة الثانی ص 254. باختلاف. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 595. و منهاج البراعة ج 19 ص 64 و 70 و 75. باختلاف بین المصادر. و منهاج البراعة ج 19 ص 65 و 75. باختلاف بین المصادر. و نسخة عبده ص 544. و نسخة الصالح ص 383. و نسخة العطاردی ص 329. و ورد هذه فی نسخة الأسترابادی ص 404. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 595. و منهاج البراعة ج 19 ص 65 و 71 و 76. باختلاف بین المصادر. باختلاف بین المصادر. و منهاج البراعة ج 19 ص 66 و 78. باختلاف بین المصادر. باختلاف بین المصادر. و منهاج البراعة ج 19 ص 78. و نهج البلاغة الثانی ص 255. و تحف العقول ص 125. و نهج البلاغة الثانی ص 255. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 595 و 605. و منهاج البراعة ج 19 ص 63 و 70 و 78. و نهج البلاغة الثانی ص 255. باختلاف بین المصادر. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 605. و منهاج البراعة ج 19 ص 67 و 70 و 78. باختلاف بین المصادر. و تحف العقول ص 126. و منهاج البراعة ج 19 ص 67 و 79. باختلاف بین المصادر.